من الحرب إلى البحر.. قصص عن “عشوائية النزوح” في لبنان
على شاطئ الرملة البيضاء في بيروت، تجلس “أم محمد” على كرسي بلاستيكي أمام خيمتها، تحدق في الأفق بعيون يملؤها الحزن، تبدو كأنها تغرق في أمواج الحياة المتلاطمة. بصوت خافت تقول “من بيتي المتواضع إلى هذه الخيمة… هكذا تبدّلت حياتنا بين ليلة وضحاها. البحر الذي كان رمزاً للأمل، أصبح الآن مرآة تعكس مأساتنا”.
لم تكن “أم محمد” على الشاطئ للاستجمام كما هو معتاد، بل دفعها النزاع بين حزب الله، المصنف جماعة إرهابية، وإسرائيل إلى النزوح من منزلها في الضاحية الجنوبية، فمع تصاعد القصف على معقل الحزب في حارة حريك، اضطرت للفرار مع عائلتها سيراً على الأقدام، تاركة خلفها أغراضها وذكريات.
وتقول المرأة الهادئة التي رسم الزمن تجاعيده على وجهها، حيث تختبئ خلف كل خط حكاية من الصبر والتحمل، “نزحنا يوم القصف المرعب حين جرى اغتيال أمين عام حزب الله حسن نصر الله، قضينا ليلتنا الأولى في العراء على الشاطئ، وفي الصباح ذهبنا إلى طرابلس بحثاً عن منزل للإيجار، لكن الأسعار كانت خيالية، ولم نجد مأوى في مراكز الإيواء المكتظة، فعدنا إلى بيروت ونصبنا خيمتنا هنا